EMEA

طموح غير محدود، خالد وباسل فطراوي

خالد فطراوي باسل فطراوي

باسل فطراوي وخالد فطراوي، أخوين من سوريا يقيمان الآن في رومانيا ودبي. التقينا معهما لمناقشة استثمارتهما المبهرة وتحدثنا في قائمة طويلة من  الموضوعات مثل الحظ والقدر، وحافظة الأخوين الاستثمارية المتنوعة وشغفهما برياضة ملاكمة الركل (الكيك بوكسينغ).

استغل الأخوان باسل وخالد فطراوي دراستهما في كلية الطب في رومانيا خير استغلال، مقسمين وقتهما وجهدهما بين الدراسة والتعرف على أسواق العمل مما أثرى علاقاتهما بمجموعة من رجال الأعمال ومهّد لهما طريق النجاح. وعلى الناحية الأخرى، كلل الأخوان مشوارهما الدراسي بالحصول على شهادتهما الجامعية كطبيبي تجميل وأسنان.

وفي الوقت الذي كان يتلمس فيه معظم أصدقائهما عالم الأعمال بحذر بعد التخرّج من الجامعة، كان الأخوان فطراوي قد شقا طريقهما بالفعل في عالم الأعمال بعد عودتهما إلى سوريا، واستغلال علاقتهما الجيدة برجال الأعمال في الأوساط السياسية والاقتصادية والثقافية وحتى الرياضية.

وبحلول نهايات عام 2009، نجح الأخوان في تأسيس شركة طيران وطنية وهي شركة ” جولي للطيران”، والتي كانت تتكون حينذاك من 6 طائرات تجارية وطائرتين خاصتين.

يقول باسل فطراوي ” لقد تعلمنا الكثير من والدنا، فقد كان متخصصاً في هذا المجال. واعتقد كان لهذا أثر كبير في توجهنا للاهتمام بالقطاع السياحي. وفي هذا الوقت، كنا نماك شركة الطيران الوحيدة الخاصة في سوريا. ولم يكن لدينا ما يكفي من الموارد حينها، فقمنا بتأجير الطائرات.”

وقد جذب نجاح الأخوين فطراوي انتباه مجموعة من أكبر رجال الأعمال في المنطقة، مما أهلهما للدخول في شراكات مع بعض أعضاء الأسرة الحاكمة في أبو ظبي والإمارات العربية المتحدة بشكل عام. وقد لاقي الأخوين نجاحاً كبيراً في عاميهما الأولين، مما عزز خططهما للتوسع.

يقول خالد فطراوي ” كنا نفكّر في إنشاء أكبر أسطول جوي لاستيفاء كافة احتياجات المنطقة. وبالفعل، طلبنا طيارتين من نوع Airbus 380، أكبر حاملة ركاب. وفي هذا الوقت كنا نعتقد نحن والمستثمرون المشاركون أن هذه هي البداية فحسب.”

ومع ذلك، وبغض النظر عن مدى قوة موقف الشركة المالي وتفاؤل مستثمريها، وقعت الكارثة. وأصبحت قصة الأخوين فطراوي مضرباً للأمثال فيما يخص تقلبات السوق غير المتوقعة. حيث اندلعت الحرب السورية عام 2011، وبدأ كل شيء في الانهيار.

يقول خالد ” كانت أوقاتاً عصيبة على كافة المستويات. فأحلامنا في عالم الأعمال استحالت لكوابيس! حيث أغلقت الحدود ولم يعد أحد يرغب في القدوم إلى سوريا. كل أرباحنا تبخرت! لم نتمكن من الوفاء بالأقساط المستحقة أو الضرائب وبعد وقت قليل فقدنا الشركة بالكامل. ولكن على المستوى الشخصي قد نكون محظوظين بعض الشيء. فوجودنا في عالم الأعمال ساعدنا في تكوين علاقات كثيرة مع عدد كبير من رجال الأعمال حول العالم. وعليه لم نجد أي مشكلة في المضي قدماً، ومع ذلك، فالصدمة الشعورية الناتجة عن الحرب كانت صعبة للغاية. فارقنا أصدقاء الطفولة والمعارف الذين ظلوا في سوريا.”

استمرت الحرب في التهام مناطق واسعة من البلاد، في الوقت ذاته استمرت المشاحنات والجدل حول أسباب اندلاعها والحلول. وقد خلقت الحرب موجه غير مشهودة سابقاً من الهجرة في البلاد. حيث تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 6 مليون سوري – بما فيهم باسم فطراوي وخالد فطراوي – تركوا البلاد باحثين عن ملاجئ آمنة خارجها منذ العام 2011.
وبعدما هرب الأخوان فطراوي من العنف الذي اجتاح البلاد، استقرا في دبي، بينما استمرا في زيارة أوربا، وبالتحديد رومانيا حيث أسس الأخوين علاقاتهما الأولى في عالم الأعمال.

بوخارست هي منزلنا الثاني، أمضينا فيها الكثير من الوقت خلال 20 عاماً الماضية. نتحدث اللغة الرومانية وتعجبنا العادات والتقاليد هنا

رفض الأخوان الاستسلام مدفوعين برؤية استثمارية عالمية وطموح للعودة مرة أخرى على خريطة عالم الأعمال. وقد اختار الأخوان هذه المرة قطاع الطاقة.
صرّح خالد فطراوي قائلاً ” نعمل حالياً في مجال الطاقة والنفط. حيث نتولى عطاءات لمد أنابيب الغاز أو النفط سواء برياً أو بحرياً، وننفذها بالتعاون مع أكبر شركات النفط والغاز حول العالم.”

ومع ذلك، طالما أحب الأخوان فطراوي تنويع استثماراتهما في عدد من القطاعات. فبجانب الاستثمار في مجال الوقود الأحفوري، بدأ خالد فطراوي وباسل فطراوي الاستثمار في العقارات. وأولى الأخوان تركيزهما على العقارات في إيطاليا والنمسا. وقد نجحا بخبرتهما الطويلة وعلاقتهما المميزة في جذب مستثمرين من كافة أنحاء أوربا والوطن العربي كذلك. مما أفسح المجال أمام مجموعة كبيرة من الاستثمارات المشتركة.

ويقول باسل فطراوي ” لقد انطلقنا بالفعل. فهناك عدد كبير من الشركات الرومانية فازت بعطاءات في الإمارات العربية، ونحن قانعين تماماً بأن هناك مجموعة كبيرة من الفرص الاستثمارية في رومانيا لرجال الأعمال العرب، وخاصة من دبي.”

وبجانب استثماراتهما المتنوعة، بدأ الأخوان فطرواي استثماراً جديداً في عالم الرياضة. فقد رعى الأخوان مجموعة كبيرة من الأندية المحترفة في القارة الأوربية. ولكن إنجازهما الأكبر في هذا المجال حتى الآن هو تعيينهما في منصب السفراء الرسميين لبطولة ملاكمة الركل الشهيرة ” SuperKombat”.

وهذه البطولة  والتي أقيمت للمرة الأولى عام 2011 في بوخارست – أصبحت بطولة الألعاب القتالية الأكبر والأشهر في القارة الأوربية. وبفضل الرؤية الاستثمارية الثاقبة للأخوين فطراوي، اكتسبت البطولة الآن زخماً دولياً حيث تقام بعض فعاليات البطولة في دبي ويتم إذاعتها عالمياً.

النجاح الكبير للأخوين فطراوي قادهما لإعادة تقييم حياتهما بشكل فلسفي. فالحرب السورية كانت بلاءاً دمّر أعمالهما بالكامل، لكنه في الوقت ذاته حفّز الأخوين ودفعهما للتفكير خارج الصندوق مما قادهم لطرق أبواب استثمارية جديدة وتحقيق النجاح تلو الآخر.

وعلى الجانب الشخصي، يتساءل خالد ” أتعرف ما هو الجانب الجيد في هذا الأمر؟ الحقيقة أن ما مررنا به جعلنا أقرب على المستوى الشخصي لبعضنا من ذي قبل. فحتى لو كنا نعيش في بلدان مختلفة، إلا أني أمضى وقتاً أطول مع أخى مقارنة بالوقت الذي كنت أمضيه معه قبل اندلاع الحرب. كما اتحدث مع عائلتي هاتفياً كثيراً وأزور والدي. الحرب بالتأكيد فصل لن يمحى من ذاكرتنا، ومع ذلك، فقد جعلتنا الحرب أقوى وأقرب وأكثر اتحاداً.”

إضغط هنا لقراءة وتحميل المقالة الكاملة.

 

Most Popular

Print Editions: December – 2023

August – 2024

LOCATIONS

SWEDEN

Drottninggatan 18 , 111 51 Stockholm
+46 850 926330

TURKEY

Parima Office 8, 34010 Zeytinburnu
Istanbul.

SINGAPORE

27 West Coast Highway #02-22 Westway
117867, Singapore.

 

Research Office – Belgium

Avenue des Arts 46 – Brussels 1000

SUBSCRIBE

Loading

 

To Top